Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

الجمعة، 6 مايو 2011

الإنسان و الطبيعة


الطرح الإشكالي
الإنسان جزء من مملكة الطبيعة، لكنه يحتل موقعا خاصا بين كائناتها: فإذا كانت الطبيعة –في التعريف العلمي-هي مجموع القوانين المتحكمة في ظواهر العالم المادي السارية على جميع موجوداته، فإن الإنسان ينفلت أحيانا من أسر هذه القوانين وحتميتها ليؤسس لنفسه مملكة موازية. ومنذ البدء تظهر علاقته بالطبيعة علاقة إشكالية قوامها الإزدواجية، كما يظهر بأن الطبيعة المقصودة في العنوان ليست شيئا آخر غير الطبيعة الإنسانية.
قبل تفريع هذه الإشكالية لابد من وضع بعض التعاريف المحددة للطبيعة: فهي تشير أولا إلى مجموع الخصائص الأساسية الثابتة للشئ المنتمية إلى ماهيته أو جوهره في مقابل صفاته المؤقتة أو الثانوية أي أعراضه.وتشير من جهة ثانية إلى صفات الكائن الحي واستعداداته المنتمية إلى الإرث البيولوجي، في مقابل الصفات المكتسبة.
انطلاقا من التعاريف السابقة،يمكن أن نتساءل مثلا عما إذا كان للإنسان طبيعة بالمعنى الأول أي خصائص أساسية ثابتة مثلما أن للثعلب أو النار طبيعة تخصهما وتميزهما؟ في أي صفة تتجلى طبيعة الإنسان إذن؟ أم أن الإنسان كائن يتميز بافتقاده لأية طبيعة ثابتة؟ ألا تتعارض مثل هذه الطبيعة مع حرية الإنسان والتنوع البشري؟ إلام يدين الإنسان بإنسانيته: أللطبيعة والفطري أم للثقافة والمكتسب؟ وبتعبير الوجودية : أيبدأ الإنسان إنسانا أم يصير كذلك؟ كيف يحضر ويتفاعل هذان المكونان في الإنسان؟ بل مامشروعية عزلهما ومقابلتهما؟ ومادم التساؤل الفلسفي جذريا وما دامت الثقافة تحيل على المجتمع والإجتماع، فلنسأل: ماأصل المجتمع أو حالةالإجتماع؟ ألا يحيلان ولو افتراضا على حالة اولية يمكن دعوتها بحالة الطبيعة؟ أليس المجتمع في النهاية تجاوزا ودفعا مستمرا لحالة الطبيعة التي تهدد بالظهور في كل لحظة؟

I-إشكالية الطبيعة الإنسانية: بين التصورين الماهوي والوجودي:
1- التصور الماهوي للطبيعة الإنسانية:
بافتراض وجود طبيعة إنسانية، ماهي الصفة المميزة لها؟ إن أول خاصية تقفز إلى الأذهان هي الطبيعة العاقلة، خصوصا وأن العقل هو أعدل الأشياء قسمة بين الناس حسب ديكارت . يقول التعريف الشهير "الإنسان حيوان عاقل". إنه حيوان أولا لأنه يشارك الحيوان وظائف الحياة وضروراتها كالتغذية، النمو، التكاثر...ولأن قسما من سلوكاته كما يقول أرسطو تمليها الغريزة والعادة، بيد أنه ليس مجرد حيوان لأن عاملا آخر ينضاف فيما يخص الإنسان ألا وهو التفكير أو التدبير العقلي الذي يهب سلوكاته بعدا غائيا وأخلاقيا ويخرجه من دائرة ضغوط الحاجات الحيوية، بل ويضعه أحيانا ضد الغريزة والعادة: الزهد، الصوم،رفض المألوف، تدمير الذات...
وثمة صفة أخرى يجعلها البعض علامة مميزة للطبيعة الإنسانية يعبر عنها وصف أرسطو للإنسان في كتاب "السياسة" بالحيوان السياسي أو المدني إشارة إلى ميله بالطبيعة إلى العيش ضمن جماعة (مدينة/ مجتمع) ذات تنظيم وتراتبية تحافظ عليهما قوانين وأعراف وعادات وقيم، وبعبارة أخرى فطبيعة الإنسان تكمن في نزوعه إلى صنع القاعدة المانعة أو المحرمة كشرط للتنظيم سواء كان بسيطا كما في المجتمعات البدائية أو معقدا تتطلب الإحاطة به الرجوع إلى مجلدات ومدونات كما في المجتمعات الصناعية. وإن المرء ليندهش للعدد الهائل والتنوع الشديد الذي يميز التنظيمات الإجتماعية الإنسانية عبر المجتمعات والأزمنة التاريخية.
بيد أن الطبيعة العاقلة للإنسان ونزوعه المدني لاينفيان اللاعقلانية عن حياته وسلوكاته ومواقفه، كما أنهما يصطدمان بنوازع العنف والعدوان والتدمير التي تهدد باستمرار بنسف قواعد الحياة والعيش المشترك. الشئ الذي يحتم مساءلة أساس فهمنا للطبيعة الإنسانية ألا وهو المباعدة والتمييز بين الإنسان والحيوان والمكانة المتميزة المفترضة للإنسان في الكون وبين الكائنات. وفي هذا الصدد يرى مؤسس التحليل النفسي سغموند فرويد أن لاشئ يعبر بحق عن طبيعة الإنسان أكثر من نزعاته العدوانية التي لايحملها عرضا بل هي كامنة في معطياته الغريزية. وهنا يتابع فرويد هوبز في وصفه الإنسان بذئب لأخيه الإنسان كما تشهد على ذلك تاريخيا وراهنا مظاهر اضطهاد الإنسان للغير واستعباده وتعذيبه أو قتله أو الإستحواذ على ممتلكاته وثمار وعمله أو استغلاله جنسيا دون رضاه... وماأشبه لإنسان هنا بوحش يضع قناعا تحت ضغط الرقابة الإجتماعية وينزعه عند ضعفها أو انهيارها حيث تنفلت العدوانية من عقالها. وعليه فليست الحضارة والتربية سوى مجهود مستمر لكبح وترويض هذا "الوحش" الذي يسكن الإنسان (نص: " النزعات العدوانية في الإنسان") رغم مابين التصورات السابقة من اختلافات، فإنها جميعا تندرج ضمن تصور ماهوي للطبيعة الإنسانية يحصرها في هذه الصفة أو تلك الأمر الذي تنفيه الوجودية كما يمثلها جون بول سارتر.
2-التصور الوجودي للطبيعة الإنسانية:
إن إثبات طبيعة مميزة وثابتة للإنسان يجعل من جميع البشرمجرد أمثلة لمفهوم كوني وهو مفهوم الإنسان. لكن الوجود الإنساني- بالنسبة للفرد والنوع - وجود تاريخي؛ والتاريخ مرادف للصيرورة والتغير والتنوع وهي صفات يسقطها التصور الماهوي الذي يضع ضمنيا ماهية وطبيعة الإنسان قبل وفوق وجوده التاريخي الفعلي. والحال أن الإنسان عند سارتر هو الكائن الوحيد المفتقد لطبيعة ثابتة، إذا قصد بالطبيعة مفهوم مجرد
يستوعب جميع الأفراد رغم الطابع الفريد لأشكال وجودهم. وبعبارة أوضح وأشهر "إن وجود الإنسان هو الذي يسبق ومن ثم يحدد طبيعته وماهيته"؛ أما قبل الوجود أو في البداية، فالإنسان عبارة عن لاشئ وغير قابل للتعريف قبليا بهذه الطبيعة أو تلك. إنه لايكون شيئا إلا في مابعد وفق مايريد أن يصنع بنفسه. وعلى العكس من ذلك فالكرسي أو الأسد – بسبب أسبقية ماهيتهما على وجودهما- لايمكن أن يكونا إلا كرسيا أو أسدا، ولايمكن لوجوديهما أن يكونا سوى تطبيق أمين لما تستوجبه قبلا ماهيتهما. في حين أن لاشئ يحدد مسبقا وجود الإنسان، بل إن اللحظة الحاضرة نفسها لاتحدده بقدر ماتحدده الصورة المستقبلية التي يرسمها لنفسه مما يجعل منه "كائنا-في-المستقبل" ومن وجوده "مشروعا" مفتوحا على جميع الإمكانيات: لأن بإمكان الشجاع كما يقول سارتر أن يتخلى عن شجاعته كما بإمكان الجبان أن يغادر جبنه.
أن النقد الوجودي للتصور الماهوي يستهدف التشديد على الحرية والإنفتاح المميزين للوجود الإنساني؛ وبرفض فكرة الماهية المسبقة المحددة، تستبعد الوجودية أيضا كل ذريعة أو مشجب يعلق عليه الإنسان انحطاطه أو مجده إذ لاشئ يخفف من مسؤولية الإنسان الكاملة تجاه اختياراته.
ولكن استبعاد فكرة الطبيعة الإنسانية ينسف الحديث عن وحدة النوع البشري أو البشرية، ويجعله لاغيا وبدون أساس، فبدون طبيعة إنسانية مشتركة بين البشر، يتعذر تصور وحدة الجنس البشري، وهي الوحدة المؤسسة لفكرة المساواة أو الحقوق الطبيعية التي يفترض أنها محايثة لكل إنسان بحكم طبيعته وبما هو إنسان بغض النظر عن العرق والمستوى الإجتماعي...ثم ألا توجد فعلا محددات مسبقة لوجود الإنسان تحد من إمكانيات الإختيار؟ هل يختار الإنسان جسمه والمعطيات الفيزيولوجية المرتبطة به؟ هل يختار أسرته أو بيئته الإجتماعية؟ إن هذه الأسئلة وأمثالها تقودنا إلى طرح إشكالية الفطري والمكتسب.

II- جدلية الفطري والمكتسب: ألإنسان بين الطبيعة والثقافة
يشير الفطري إلى المعطيات والصفات والإستعدادت المتوارثة بيولوجيا والتي يحملها الفرد منذ البداية مبرمجة في خلاياه ويمثل بعضها وجه القرابة بين الإنسان والحيوان بسبب مصدرها الطبيعي؛ أما المكتسب فهو جملة الإستعدادات والصفات التي تنشأ عبر الإحتكاك بالوسط (الإجتماعي خصوصا) وتحمل بصمة الثقافة. يمكن في هذا الإطار أن نتساءل مثلا عن الطابع الفطري أو المكتسب لهذه الصفة أو تلك، كالذكاء أو المواهب الموسيقية أو العدوانية أو الإجرام... بيد أننا سنكتفي بأسئلة تنسجم والطابع الشمولي للتفكير الفلسفي من قبيل: مامصدر الصفات المميزة للإنسان عامة: الطبيعة أم الثقافة؟ هل يحمل الإنسان فطريا مايجعل منه إنسانا؟ أم أنه يستمد عناصر أنسنته من المكتسب والثقافة؟ وبصيغة أقل تعارضا: كيف يتفاعل الفطري والمكتسب في الإنسان؟
1-الإنسان ككائن بيولوجي: 
إن الفحص الفيزيولوجي للكائن البشري يسمح بإكتشاف جملة من الخصائص الطبيعية المميزة وأهمها ثلاث: - الجهاز العصبي المركزي بتكوينه المعقد ومناطقه المتمايزة؛ - الجهاز الصوتي الذي يؤسس للكفاءة اللغوية؛ - الشكل الخاص لليدين أوالإختلاف البين بين الأطراف الأمامية والخلفية، ذلك أن شكل الكف وتوزيع الأصابع يجعل منها أداة فعالة لتناول الأشياء والتحكم فيها بدقة أكبر؛ حتى لقد وصف أرسطو اليد بأنها "أداة لصنع الأدوات".
وهكذا، فهذه الصفات الفطرية –ومصدرها الطبيعة- تجعل من الإنسان على التوالي كائنا مفكرا، ناطقا ثم صانعا. ولو أننا قارنا بين الإنسان والحيوان وخصوصا الثدييات العليا لتبينت هذه الخلاصة أكثر: فبعض صفات هذه الأخيرة المؤقتة والدورية كالمشي على القدمين، استعمال الأدوات وحب الإطلاع والذكاء قد غدت صفات دائمة عند الإنسان؛ كما أن صفات ضعيفة الحدة عند الحيوان كالود والحنان الأسري والتنافس والعداوة أصبحت قوية الحدة لدى الإنسان. وبالتالي فصفات الإنسان المميزة تضرب بجذورها عميقا في إرثه الحيواني وليس من صفة كما يقول إدغار موران إلا ولها مصدر بيولوجي.
فيم يفيدنا الإقرار بالطابع البيولوجي للإنسان؟
لكن، هل يمشي البشر على أقدامهم أو يحسون بالمشاعر الأسرية أو يستعملون الأدوات بل هل يضحكون أو يبكون بنفس الطريقة ولنفس الأسباب في كل المجتمعات؟ ألا تحمل هذه الصفات بصمة الثقافة أيضا؟
2-الإنسان ككائن ثقافي:
تشير الثقافة إلى كل ما أنتجه الإنسان ضمن مجتمع، مما يعني إختلافها باختلاف المجتمعات وتشمل أربعة دوائر حسب مالينوفسكي: الخيرات المادية(المسكن، المأكل،الملبس...)، التنظيم الإجتماعي(المؤسسات،القوانبن،الأعراف...)، التواصل(اللغة،الفكر،الفن...) وأخيرا القيم الروحية(الدين،المعتقدات،الأخلاق...)
بناءا على التعريف السابق، فالثقافة تشمل جميع نواحي الحياة الإنسانية، ولقد اكتشف الأنثربلوجيون أن صفات وسلوكات الإنسان تحمل أثر الثقافة سواء تعلق الأمر بالتصرف أو التفكير أو الإحساس بحيث يتعذر العثور على صفة لم يضف عليها الطابع الثقافي: يصدق ذلك على التكلم والمشي والأكل والنوم والتفكير...ولذلك يلاحظ أن شخصين من مجتمعين مختلفين لايضحكان أو يبكيان بنفس الطريقة ولنفس الأسباب وفي هذا السياق يستشهد إدغار موران بإبتسامة الياباني وقهقهة الإمريكي ! كذلك تختلف المأكولات التي يستطعمانها أو يتقززان منها وكذلك الشأن بالنسبة لمشاعر الغيرة الزوجية ومايتوقع من الرجل أو المرأة مشاعرا وسلوكا داخل نفس المجتمع، مما دفع سيمون دوبوفوار إلى حد القول بأن "المرأة لاتولد امرأة، بل تصير كذلك". حتى الجسم الذي يعد معطى طبيعيا، لايسلم بدوره من التكييف الإجتماعي كما يتجلى ذلك في الوشم والتجميل والختان والمحافظة على شكل القدمين وغيره...وهل هناك ماهو أكثر طبيعية من التنفس؟ ومع ذلك فهو سلوك يغلب عليه البعد الإجتماعي: فهناك طرق مهذبة للتنفس وأخرى ليست كذلك وهناك التنفس الموقوت لدى الهندي الذي يمارس اليوغا والتنفس المنقبض لدى المشارك في مراسيم الدفن...
3-اسنتاج وتركيب:
هناك إذن تفاعل وجدلية بين الطبيعي والثقافي، ولكن كيف نقدر مساهمة كل منهما؟ أحد السبل الممكنة للجواب هو معاينة إنسان حرم من تأثير الوسط الإجتماعي وهي بالضبط حالة "الأطفال المتوحشين" الذين لوحظت عند بعضهم في سن 8 أو 12 عدم القدرة على المشي على القدمين، اللامبالاة تجاه الروائح الكريهة ، الفزع من الضوء ليلا ، عدم القدرة على الإحساس بالفخر أو الخجل في المواقف التي تستدعي ذلك، عدم التعرف على الذات في المرآة، العجز عن إصدار أصوات غير الصيحات المتكررة... وقد تمكن المهتمون بهم بعد بضعة سنوات من استدراك بعض جوانب النقص لديهم وإحراز بعض التقدم في تربيتهم. صحيح أنه تقدم هزيل، ولكنه مستحيل لو تعلق الأمر بحيوان مهما بلغ من الذكاء.
نستطيع القول إذن أن الطبيعة تمد الإنسان بالإستعداد لأن يصير إنسانا أي بقابلية التعلم وتلقي التربية لتنتقل إنسانيته من القوة إلى الفعل. بيد أن هذا الإستعداد يضعف يتلاشى كلما تأخر تدخل الوسط الإجتماعي، وبعبارة أخرى، فالمعطيات البيولوجية الوراثية طبيعة أولى والمكتسبات الثقافية طبيعة ثانية تسثمر الأولى وتسمح لها بالظهور والإكتمال.وذلك ماتعبر عنه الخلاصة التالية لــ "إتيان مالصون" في كتابه "الأطفال المتوحشون":
"إن الأطفال الذين حرموا في سن جد مبكرة من كل إتصال إجتماعي (والذين ندعوهم بالمتوحشين) يبقون في أثناء عزلتهم في حالة من العوز يبدون معها وكأنهم حيوانات تافهة، بل دون مرتبة هؤلاء...لأن السلوك عند الإنسان لايدين للوراثة البيولوجية كما يدين لها الحيوان، وعوض الوراثة البيولوجية يحتاج الفرد إلى الإرث الثقافي، وبسبب هذا التحرر تجاه الطبيعة يظهر لانموذج إنساني واحد بل نماذج متعددة بتعدد الثقافات"

ملحق: الأطفال المتوحشون
ملحق: الأطفال المتوحشون
أطلق هذا الإسم على مجموعة من الأطفال عثر عليهم في أماكن متفرقة من العالم يعيشون إما بين الحيوانات أو في حالة من العزلة التامة عن البشر، وأشهرها حالاتان:
- طفل عثر عليه سنة 1912 في منطقة أفيرون بفرنسا، أطلق عليه إسم فيكتور لم يكن يصدر من الأصوات سوى صرخة واحدة متكررة، يصاب بالهلع كلما أشعل النور ليلا، ظل يحاول الهرب، لم يكن يبالي بالروائح الكريهة، ولم يكن قادرا على إظهار مشاعر الخجل أو الفخر في المواقف التي تستدعي ذلك، وأذا ماوقف أمام المرآة ظل يحوم حولها وخلفها بحثا عمن يختبئ وراءها.
وقد بذل المربون والعلماء المهتمون به وخصوصا الطبيب Itard مجهودات مضنية أسفرت بعد سبع سنوات على تمكن الطفل من قراءة وكتابة بضع كلمات، كما أصبح قادرا على التحكم في إنتباهه والتركيز كلما طلب منه ذلك.
أما الحالة الثانية فهي لطفلة إبنة ثماني سنوات عثر عليها في الهند سنة 1908 تعيش وسط جحر للذئاب، كان تصدر أصواتا شبيهة بأصواتهم ، قادرة على الإبصار ليلا، أما ركبتاها ومنكباها فقد كانتا متورمتين لأنها كانت تمشي على أربع.... وقد تطلب الأمر أيضا بضع سنوات لكي تمشي واقفة ولكي تتعلم بسط كفها وإستعمال يديها، وتعلم بضع كلمات وجمل نطقا وكتابة


توجيهات وعناصر معرفية مساعدة لإستثمار النصوص الواردة في الكتاب المدرسي:
أسئلة عامة:
مالمقصود بأن الإنسان حيوان سياسي؟ ماذا يعني مفهوم السياسة؟
نص: "النزعات العدوانية في الإنسان" ص:41
صاحب النص: سغموند فرويد: عالم نفس نمساوي مؤسس مدرسة التحليل النفسي وصاحب نظرية اللاشعور التي تقول بأن للإنسان حياة نفسية لاشعورية لايعيها إضافة إلى حياته النفسية الشعورية.
1-كيف يفند النص الفكرة القائلة بأن الإنسان كائن طيب سمح لايهاجم إلا دفاعا عن نفسه؟
2- حاول تصنيف حجج النص حسب نوعها؟
2- ماهي الصفة التي تعبر بحق عن طبيعة الإنسان حسب فرويد
3- ماهي العوامل التي تمنع الإنسان من التعبير الصريح عن عدوانيته؟
للمناقشة:
1- إذا كان لايسمح لهذه الطاقة العدوانية بالتفريغ، فأين تذهب؟
2- بين من خلال بعض الأمثلة كيف أن النزعات العوانية في الإنسان تحدث خللا في علاقته بالآخرين و تفرض على الحضارة والمجتمع أعباءا كثيرة بل تهدد المجتمع بالإنهيار؟
نص: "الإنسان كائن بيو-ثقافي" ص:33-34 (من الفقرة الثامنة إلى آخر النص)
صاحب النص: 
إدغار موران: فيلسوف وعالم بيولوجيا فرنسي معاصر، يهتم بعلاقة نتائج علم البيولوجيا وإنعكاساتها على تصور الإنسان لذاته ومجتمعه وموقعه داخل هذا الكون...
شروحات مساعدة :
الثقافة: مصطلح يشير إلى كل ماأنتجه الإنسان داخل مجتمع، وكل مايميز مجتمعا عن آخر كاللغة والدين والتقاليد وأساليب الأكل واللباس والتعامل...وعليه ، نقول عن سلوك أو صفة ما إنها ثقافية إذا كانت تحمل تأثير المجتمع وتدين بوجودها للمجتمع.
الطفرة: القفزة أو التحول والتغير المفاجئ دون مراحل إنتقالية متدرجة. تشير الطفرة في البيولوجيا إلى ظهور صفات جديدة لدى الكائنات الحية بشكل فجائي.
الأسئلة:
1- مامعنى أن الإنسان كائن بيولوجي ؟ وكيف يثبت النص أن الإنسان كائن بيولوجي؟
2-كيف يثبت النص بعد ذلك بأن الأفعال الأكثر بيولوجية هي أيضا الأفعال الأكثر اصطباغا وتأثرا بالثقافة؟ وقارن هذه الفكرة مع نص دوركايم " الإنسان نتاج للمجتمع" ص: 40 هل يتفقان أم يختلفان؟
نص: "الإنسان يتميز بالنفي" ص: 38
صاحب النص: إيريك فايل فيلسوف فرنسي معاصر. له أبحاث متعددة حول منطق الفلسفة وعلاقتها بالعنف....
للتحليل:
1- إنطلاقا من النص، أنجز جدولا من خانتين: تتضمن الخانة الأولى الصفات المشتركة بين الإنسان والحيوان، وضع في الخانة الثانية ما تقابلها ممايتميز به الإنسان عن الحيوان.
2- أي الخانتين يعبر عن الحاجة وأيها يعبر عن الرغبة؟ حاول على ضوء الجدول تعريف كل من المفهومين؟
للمناقشة:
1- مامعنى إذن أن الإنسان يتميز بالنفي؟ إعط أمثلة تظهر رفض الإنسان لما تقدمه له أو ماتأمره به الطبيعة( أي طبيعته ككائن حي)؟
2- مامعنى "أنه يجهل مايريد، لكنه يعلم خير المعرفة مالايريد؟"
نص : ليس للإنسان طبيعة ثابتة ص:30
صاحب النص: جون بول سارتر فيلسوف، روائي ومسرحي فرنسي توفي سنة 1980 ، إرتبط إسمه بالفلسفة الوجودية التي صاغها في مؤلفه الضخم: "الوجود والعدم" كما اشتهر بإلتزامه السياسي والفكري بقضايا التحرر من الإستعمار ومناهضة الميز العمصري والإضطهاد الفكري.
شروحات مساعدة :
ديدرو وفولتير : فيلسوفان فرنسيان ينتميان إلى عصر الأنوار وقد شاركا في تأليف الموسوعة؛ يتميز عصر الأنوار بنزعته الإنسية التي تضع قيمة الإسان على رأس سلم القيم، كما تميزت فلسفة الأنوار بمحاولة بناء تصور كوني للإنسان يتجاوز خصوصيات العرق والمعتقد ويقوم على تعاليم العقل، وقد راهن عصر الأنوار كثيرا على العلم والمعرفة والتربية كأساس لوحدة البشرية وكسبيل للخروج من مختلف أشكال الظلمات...
كانط: فيلسوف ألماني عاصر وتابع وأهتم كثير بفكر الأنوار، له كتب كثيرة في المعرفة والإخلاق، وقد سعى في بعض مؤلفاته إلى بناء مذهب أخلاقي لايتأسس إلا على مبادئ العقل...
مثال خاص لمفهوم كوني : مثال: نقول عن شجرة تفاح أو عنب إنها مثال خاص لمفهوم أو فكرة عامة هي فكرة الشجرة. بمعنى أن شجرة العنب الموجودة وسط الحديقة هي حالة خاصة من بين موجودات كثيرة ينطبق عليها التعريف العام للشجرة بأعتبارها " كائنا حيا ذا جذور وجذع وأغصان تم أوراق " وهكذا فلكل مفهوم عام كالإنسان أو السيارة أو الكتاب... موجودات خاصة ينطبق عليها.
الوجودية : مذهب فلسفي إشتهر وإرتبط بإسم سارتر. تركز الفلسفة الوجودية على موضوع الوجود عامة والوجود الإنساني بصفة خاصة بإعتبارها وجودا متميزا بالوعي عن باقي أشكال وجود الكائنات الأخرى. مما يمنحه حرية وقدرة على الإختيار مصحوبين بأنواع من الحيرة وقلق المسؤولية. وتركز تحليلات الوجوديين بصفة خاصة على بعض الموضوعات كالموت والتناهي والعلاقة مع الغير...
الأسئلة:
للتحليل:
يتضمن النص أطروحتين: واحدة يعرضها الكاتب بهدف تفنيدها؛ والثانية يعرضها ويدافع عنها بإعتبارها الأطروحة التي يتبناها. أستخرج كل أطروحة وإشرحها؟
للمناقشة:
1- إذا علمت أن وجود طبيعة وماهية مسبقة لدى الأسد أوالكرسي، تجعل الشبل الصغير لايملك أن يكون عندما يكبر سوى أسدا بالمواصفات المعروفة عنه؛ كما أن الكرسي لن يكون عندما يصنعه النجار سوى كرسي يحقق حرفيا فكرة النجار عنه وبالمواصفات التي تصورها هذا الأخير، فأوضح السبب الذي دعا سارتر إلى إنكار وجود طبيعة أو ماهية مسبقة لدى الإنسان؟
2- هل يمكن في نظرك إنكار وجود طبيعة إنسانية أي مجموعة من الصفات الثابتة لدى الإنسان والمشتركة بين أفراد النوع الإنساني؟
أجب على هذا السؤال مستعينا بالفقرات الثلاث الأولى من نص " الإنسان كائن بيوثقافي" ص 33
أسئلة للتفكير والتقويم:
1* مامعنى" ليس للإنسان طبيعة وإنما تاريخ" ماوجه التعارض بين المفهومين؟ بماذا يتميز الطبيعي عن التاريخي؟
2* هل الأنوثة ظاهرة طبيعية أو ثقافية؟ مالمقصود بمفهوم الأنوثة أولا؟
3* تعدد الثقافات يتعدد المجتمعات، هل هو ظاهرة إيجابية أم سلبية؟ يساعد على التفاهم أم يعوقه؟
4* بواسطة العمل يحول الإنسان الطبيعة الخارجية، فينتج مثلا موادا مصنعة، فبواسطة ماذا يحول ماهو طبيعي فيه؟
5* يقول سيرج موسكوفسكي: " غالبا مايكون المرض والحمق والحرب إلى جانب عدد كبير من عاهات الجسم والعقل هي الثمن الذي تؤديه الإنسانية لبناء الحضارة، ولوضع حد لهذه التضحيات والعمل الشاق، أنشئت العلوم والفنون والآداب والديانات والأساطير لتوجه وتدجن طاقات قد تعيدنا إلى ظلمات الأزمنة المتوحشة"
حاول شرح هذا النص وتوضيح معناه

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الصفحة رقم

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة